تقع مدينة طرفاية على الساحل الاطلنتي على مستوى رأس جوبي ،على بعد 1100 كلم جنوب الرباط وحوالي  100 كلم من  لانزاروتي، الجزيرة الواقعة فئ أقصى شرق أرخبيل كناريا.

ورغم صغر حجمها ،تعد طرفاية من بين المواقع الحضرية الأكثر شهرة في المغرب, كما أنها تدين بشهرتها لعدة عوامل..ما يفسر تعدد تسمياتها: طرفاية, كاب جوبي، ميناء قكتوريا, فيلابيس.

أما أصل اسم طرفاية فهو مأخوذ من ”الطرفاء”، وهي نبات شجري ينتشر بالمناطق  الجافة وشبه الجافة. فضعف درجة ملوحة المياه والتربة يسمح، من حين إلى أخر بنمو تشكيلات نباتية مختلفة تطغى عليها شجيرات “الطرفاء” فصار اسمها المحلي, طرفا أو طرفاية.

وتدين طرفاية كواحدة من المدن الجنوب المغربي, بشهرتها إلى البريد الجوي حينما كانت تشكل محطة هبوط رئيسية بالنسبة لربابنة الخط الجوي الذي كان يربط مدينة تولوز بأمريكا اللاتينية . ويعتبر الكاتب الفرنسي أنطوان دوسانت إكزوبيري أحد أشهر هؤلاء الربانية ,حيث استطاع تخليد موقع طرفاية في كتاباته, يذكر منها ”بريد الجنوب” و ”الأمير الصغير”.

وتمكنت المطامع الاستعمارية البريطانية من تأسيس وكالة تجارية في موقع طرفاية بفضل المسمى” دونالد ماكينزي” بالإضافة إلى حصن ”كازا ديل مارا” أو كاسامارا” . وقد أطلق الانكليز آنذاك على طرفاية اسم ”بور فيكتوريا”.وسيتمكن المغرب من استرجاع الموقع سنة  1859 بموجب اتفاقية سيوقعها مع بريطانيا العظمى والتي ستعترف فيها هذه الأخيرة للسلطان بالسيادة على المنطقة الممتدة من كاب خوبي (طرفاية) إلى كاب بوجادور(بوجدور). ولكن المغرب لم يتمكن من طرد الأسبان الذين كانوا يحتلون الموقع و المداشر الصحراوية.

وترتب عن استقلال المغرب، استرجاع طرفاية وترابها الإقليمي في سنة 1958,ثم شكلت قاعدة انطلاق ”المسيرة الخضراء” سنة 1975,كمبادرة للتعبية الوطنية من طرف المغرب من اجل تحرير باقي الأراضي الصحراوية، التي كانت في ذلك الوقت ما تزال خاضعة للاحتلال الاسباني.

وفي أعماق التقطيعات الإدارية الجديدة ,تبوأت طرفاية موقع جماعة حضرية تابعة لإقليم العيون ولجهة العيون-بوجدور-الساقية الحمراء,وفي نفس الوقت عاصمة دائرة تضم الجماعات القروية المتاخمة المتمثلة في اخفنير والدورة والطاح لتحصل مند سنتين على العمالة .