لعبت طرفاية دورا سياسيا واقتصاديا يشهد لها التاريخ. حيث كانت نقطة وصل بين المناطق المحررة والمناطق المستعمرة بحكم   تواجدها بالقرب من نفوذ سلطات الاحتلال الاسبانبة قبل تحرير الأقاليم الجنوبية. أي بما يعرف بمنطقة لكرشي وهي الطاح حاليا. وقد زار هذه الخيرة الحسن الأول سنة 1886. وبعد مرور قرن من الزمن قام بزيارتها الملك الراحل الحسن الثاني حيث أدى الصلاة بها و هو متوجها إلى مدينة العيون سنة 1986. كما تم نصب تذكارين بالطاح يؤرخان لهذا الحدث التاريخي. أما قبل الاستعمار فقد كانت منطقة طرفاية بمثاب قاعدة لممثل الخليفة السلطان و مقر الأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية.

في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وتحديدا في يوم 15 أبريل 1958، احتفل المغرب باسترجاع إقليم طرفاية من المحتل الإسباني  بعد سلسلة من المحطات السياسية والكفاح المسلح قام بها أبناء الشعب المغربي تكللت كلها بالنجاح. و قد حضر مراسيم هذه الاحتفالات ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن ليشارك المقاومين والسكان فرحتهم بهذا النصر التاريخي الذي سيمهد الطريق لاسترجاع ما تبقى من الأراضي المحتلة في منطقة آيت باعمران والساقية الحمراء ووادي الذهب.و بنفس المناسبة عين المرحوم علي بوعبيدة كأول عامل على هذا الإقليم بغية تجاوز التهميش و الرواسب التي خلفها المستعمر في هذا الإقليم الفتي وتقديم الخدمات الإدارية و الاجتماعية الضرورية على المستويين العمودي والأفقي لكافة سكان الصحراء وبناء ما خربه المحتل قبل رحيله.الذي استقر في بادئ الأمر بطانطان نظرا لانعدام الشبكة الطرقية.

و كانت المدينة تستقبل عشرات الآلاف من التجار المغاربة الراغبين في الدخول إلى مدينة العيون المحتلة آنذاك من طرف الاستعمار الإسباني. لتنجز لهم الوثائق الإدارية و تسهيل عملية الدخول من طرفاية إلى العيون حيث يقوم المسؤولون المغاربة بالتنسيق مع السلطات الإسبانية التي يوجد مركز لها بالدورة التي تبعد عن النقطة الحدودية ب km 26 شمالا.

و مع مطلع السبعينات ستعرف المدينة تحولا سلبيا كبيرا رغم المجهودات المبذولة من طرف الدولة، إذ ستتحول هذه المدينة من عمالة إلى باشوية ثم إلى قيادة بحكم التوجه العام للسكان إلى منطقة الرواج الإقتصادي الذي يعرفه سوق (الكروشي) التجاري في نقطية الطاح.المركز الفاصل بين إقليم طرفاية و الحدود الوهمية التي أقامها المستعمر الإسباني( حوالي  km40 جنوب شرق طرفاية).لكن هذه المدينة الصامدة ظلت تلعب نفس الدور المنوط بها في ربط أواصر التواصل و مد مسالك التلاقي بين الشمال والأقاليم المحتلة آنذاك إلى ان جاءت المسيرة الخضراء أواخر سنة 1975 لتتحول مرة أخرى إلى نقطة هامة في تاريخ استكمال استرجاع ما تبقى من الأراضي من يد المستعمر، حيث شكلت نقطة التئام الوفود المشاركة في المسيرة الخضراء و فيها تم غحداث أول محطة إذاعية و التي كانت تسمى « صوت التحرير والوحدة » و التي جاءت للتعريف بقضية الصحراء والوقوف في وجه كل ما من شأنه أن يعرقل التوجه الوحدوي لإخواننا في عيون الساقية الحمراء ووادي الذهب ببرامج وطنية وأناشيد حماسية ونقطة انطلاق أخرى لكل الاجتماعات و العمليات السياسية إلى أن حققت المسيرة الخضراء أهدافها.