بفضل موقعه الجغرافي كأقرب نقطة من جزر الكناري، وثروته الطبيعية والسمكية، وشواطئه العريضة، يتميز إقليم طرفاية بمؤهلات سياحية جد مهمة، قادرة على تحفيز السياح الأجانب والباحثين عن المعرفة، ورجال الأعمال والمستثمرين.

ويشكل مشهده الصحراوي، بهضابه ووديانه العميقة ومساحات من الكثبان الرملية وشواطئه العريضة والسبخات والقعور الواقعة تحت سطح البحر مثل سبخة “أم الضبع” و“الطاح”، بالإضافة إلى محمية ”أخنفيس” الطبيعية، ومآثر أخرى عمرانية ظلت شاهدة على التغيرات التي مر منها الإقليم، كدار البحر (كسمار)، أهم معلمة تاريخية تميز طرفاية عن باقي المدن الأخرى.

وبنيت “كسمار” سنة 1882 على يد الانجليزي دونالد ماكينزي، وكان الغرض من بنائها أول مرة توظيفها كمركز تجاري للتهرب من الضرائب المرتفعة المفروضة في بعض الموانئ الأخرى كميناء الصويرة “موكادور”، حيث شيدت كسمار على جزيرة صغيرة قبالة شاطئ طرفاية، الوجهة الوحيدة والصديق الأنيس للساكنة المحلية للترفيه والترويح عن النفس .

 استمر هذا الحصن التجاري صامدا يواجه أمواج المحيط الأطلسي لمدة 128 سنة إلى حدود اليوم، رغم التشققات والإهمال الذي طاله، فالمعلمة الوحيدة التي تزخر بها مدينة الطرفاية تحتضر يوما بعد يوم ومهددة بالسقوط.

موقع “كسمار”، كنموذج للتراث المبني الكونيالي لما له من دور في تاريخ أهل الصحراء خلال أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولمكانة وقيمة هذا المعلم الحضاري في الوقت الراهن بعد الإهمال والضياع الذي يتعرض، يسائل الجميع، وعلى رأسهم المصالح الوصية على الثقافة والتراث، من أجل حمايته وصيانته وترميمه لحفظ الذاكرة الجماعية، وليكون مصدرا من مصادر تنمية الجهة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا